وصل الساحر ومعه شخص آخر يرافقه يصف نفسه بأنه مساعد للساحر وصلا إلى الكويت عام 1996م
ومنذ وصول هذا الساحر إلى الكويت أشاع بين الناس أنه قادر على علاج المرضى
وشفاء الأرواح القلقة كما يدعي، ووجدت هذه الإدعاءات والأكاذيب من يصدقها
ويروج لها فتسابق ضعاف النفوس على الساحر يعرضون ثرواتهم طلبا للشفاء.
وعندما
رأى هذا المشعوذ تهافت السفهاء من الناس عليه أراد أن يستغلهم ويضحك عليهم
ويستولى على أموالهم بالكذب والخديعة، فأعلن في جلسة خاصة كانت تضمه مع
مسؤول في أحد البنوك وأحد التجار أعلن هذا المشعوذ أنه قادر على إنزال
الثروة من السماء.
واستطاع هذا المشعوذ الأفّاك أن يقنع هؤلاء السذج المتهافتين على الثراء بأي وسيلة كانت
بأنه سينقلهم إلى مصاف أصحاب الملايين، واتفق الثلاثة المشعوذ والطامعون
الجشعون على أن يذهبوا إلى أحد البيوت في إحدى المناطق النائية لإجراء هذه
العملية السحرية.
وهناك
دخل المشعوذ إحدى غرف البيت واعتزل فيها. وبعد مدة خرج المشعوذ إلى من معه
ليعلن لهم أن الأموال هبطت من السماء وملأت الصندوق المعدني الذي جهزوه
لهذا الغرض، وقد أكد الجميع في ما بعد أنهم شاهدوا الأموال ولمسوها، لكن
الساحر طلب منهم تركها في الصندوق لأنهم لا يستطيعون تداولها والإنفاق منها
إلا بعد خلطها بنقود حقيقية!!
دفع الطمع مسؤول البنك وزوجته والتاجر إلى الإسراع بجمع مبلغ من المال يصل قرابة الثلاثمائة ألف دينار
وقدموا هذا المبلغ الكبير إلى المشعوذ لخلطه مع النقود التي في الصندوق
المعدني فأخذ الساحر هذه الأموال منهم وزعم أنه سيخلط هذا المال مع ما في
الصندوق المعدني ثم يرش عليه ماء "دمدم" وهو ماء موجود في إحدى الدول
الإفريقية وهو غالي الثمن كما يدعي هذا الأفّاك.
وصدق هؤلاء السذج البلهاء هذه الادعاءات والأكاذيب وأعماهم الطمع
وسيطر عليهم الجشع حتى ساروا خلف هذا المشعوذ وصدقوا ألاعيبه، واختفى
المشعوذ ومن معه واختفى الصندوق واختفت الأموال. وفي النهاية اتضح أن
المشعوذ احتال على العديد من مرضى النفوس بعد أن تظاهر بأنه على صلة بقوى
خارقة يسخرها في علاج ضحاياه.
خسر هؤلاء الناس أموالهم وأخلاقهم وقبل كل شيء خسروا دينهم إن لم يتوبوا إلى الله ويستغفروه.
كيف اغتر هؤلاء السذج بكلام هذا المشعوذ واتبعوه وصدقوه، ألا
يعلمون ويدركون بعقولهم أن السحر شعوذة وخفة يد لا تغير في الحقيقة شيئا،
فلو كان هذا المشعوذ يستطيع تنزيل ثروة من السماء كما يدعي لتحول هو إلى
مليونير ولأفاد نفسه، ولكنه استطاع بمكره وخداعه وضعف إيمان من صدّقه
وجشعهم استطاع أن يستولي على مبلغ ربع مليون دينار تقريبا.
وهكذا الطمع يذهب ما جمع، وهكذا حب الدنيا والتفاني في جمع الثروة من أي مصدر كان حلالا أم حراما، دون خوف من الله عز وجل ومراقبته يؤدي في النهاية إلى الخسارة الفادحة في الدنيا والله تعالى أعلم بمصيرهم في الآخرة.
قال
الله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا
صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر ومصدق بالسحر، وقاطع رحم»
إرسال تعليق