أسعفت زوجتي في تلك الليلة، أخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة، كانت في حالة يرثى لها.
وفور وصولنا إلى المستشفى هبت
جميع الطبيبات والممرضات بورقة قلن: إنّ عليّ أن أوقَّع فيها بالموافقة على
إجراء عملية قيصرية عاجلة جداً.
وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة؛ لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه.
كما أنه استنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله.
قلت: وإن تعافى يا دكتور؟!.
قال: سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جرّاء الضرر الحاصل بالدماغ.
وأظلمت الدنيا أمام عيني حتى
أنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم
معاناتها في المستشفى، وأخيراً حالة الولد ميؤوس منها.
ثم تذكّرت إن الحكمُ إلاّ لله وليس للأطباء، فتوضأت وصلّيت ركعتين دعوت الله فيهما من قلب خالص.
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غداً موعد الخروج يا أبا الطفل! لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة.
وزرت أم الطفل فقالوا لي اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل.
واليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات.
وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى.
المصدر: مجلة مساء. العدد ( 44 ).
Top
إرسال تعليق